ما أسباب حالة “انعدام وزن” الأسهم المحلية؟
كتب: المحلل المالي
تمر أسواق الأسهم المحلية منذ فترة في حالة من "انعدام الوزن" وتحديداً منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 بعد بدء التراجع الكبير في أسعار النفط، ولا يعرف السبب الحقيقي وراء استمرار حالة "انعدام الوزن" هذه حتى الآن لأن الأسهم الخليجية تجاوزت آثار تراجع أسعار النفط وأظهرت تماسكاً .
كان لافتاً ارتفاع الأسهم السعودية التي تعتمد كثيراً على الإيرادات النفطية بنسبة 16% منذ نهاية العام الماضي حتى يوم أمس، في حين ارتفعت أسهم البحرين 4 .3% وسلطنة عمان 96 .0% وتراجعت أسهم قطر 3 .1% والكويت 2 .0% وفي الإمارات تراجع سوق دبي المالي 2% وأبوظبي للأوراق المالية 6 .0% .
وبالنسبة إلى الأسهم العالمية فقد واصلت التحليق إلى مستويات قياسية رغم بعض التذبذب في بعض الجلسات .
ولذلك لا يتوصل المستثمر الفرد في الإمارات إلى إدراك السبب الحقيقي وراء حالة الضعف التي تظهرها الأسهم المحلية رغم الأرباح الجيدة والتوزيعات السخية للشركات المدرجة .
فماذا يقول الخبراء الماليون؟
وليد الخطيب: غياب المحفزات
يقول وليد الخطيب المدير العام لضمان للأوراق المالية، إن أسباب تراجع أسعار الأسهم تعود الى الجو العام السلبي الذي يسود الأسواق المالية في الدولة، وخاصة أن الأسهم اتجهت منذ الربع الأخير من العام المنصرم نحو مستويات متدنية حتى الآن .
وأضاف أن السوق يمر بحالة حذر تتأثر بالعوامل والأخبار السلبية، وتتعامل معها أكثر من تفاعلها مع العوامل الايجابية مثل أرباح وأداء الشركات، إضافة الى التوزيعات الجيدة التي أعلنت عنها الشركات المدرجة حتى الآن، إلا أن السوق قد تجاهل كل هذه العوامل الإيجابية وخيمت حالة السلبية والتشاؤم على التداولات الأمر الذي انعكس في حجم سيولة التداولات وتراجع أسعار الأسهم المستمر .
وذكر أن انتهاء محفزات الأسهم من عوامل إيجابية وبيانات مالية قوية قد وضع السوق في هذه الحالة، ولهذا السوق بحاجة الى محفز واحد، وهي "أسعار مغرية"، حيث يحتاج المستثمرون الى معدلات أسعار مغرية للدخول من جديد الى التداول، حتى في ظل وجود سيولة كبيرة وضخمة تجتنب الشراء في الوقت الحالي .
وأشار إلى أن المستثمرين في السوق يتطلعون نحو استثمارات ضخمة من صناديق ومحافظ استثمارية، لكي تعيد الأسهم إلى نصابها الحقيقية وتوصل الأسهم إلى أسعار مغرية للجميع .
حسام الحسيني: سيطرة صغار المستثمرين
وقال حسام الحسيني الخبير المالي في أسواق الأسهم، إن مستويات السوق ما زالت بنفس النطاق منذ شهر ديسمبر العام الماضي، حيث يساهم وجود السوق في الحد الادنى بفتح المجال للهبوط بنسب أكبر .
وذكر أن مؤشر السوق ما زال يتذبذب ما بين 3650 نقطة و3950 نقطة، في حين لا يزال السوق يمر في الحالة العرضية بين الحاجزين، ومن بين الأسباب وراء تراجع الأسواق تأتي لفشل السوق في اختراق حاجز 4000 نقطة، ولهذا هبط الى مستوى آخر .
وأوضح أن معدلات السيولة ما زالت ضعيفة ومستويات السوق ما زالت منخفضة، وهذا يشير الى ان صغار المستثمرين هم العنصر المسيطر على السوق في الوقت الحالي في ظل غياب المحافظ الاستثمارية ._